Sunday 4 February 2007

Very Nice article ...

Hey guys,
below you will find an article i read it in www.sy-n.com
it is very nice, i've been touched since i read it, so i wanted to share it with you.
with all my respect and gratfeul for the author (N. Al-Hamwi):
Ohh .. I really love you .... my SYRIA ...

يوم من أيام حياتي... ن. الحموي

خرجت اليوم من المكتب بعد ساعاتٍ من العمل قررت أن أقطعها لآخذ بقية اليوم كإجازة و لم أرغب بالعودة إلى البيت مباشرةً فقد رغبت بالحصول على بعض الوقت لنفسي...

نعم أنا بحاجة لبعض الوقت مع نفسي الأمر الذي بات عملةً صعبة في أيامنا المزدحمة بالمسؤوليات و بالأشخاص الذين من حولنا...
قررت أن أمشي وحدي أن أتأمل شوارع مدينتي التي أحبها أن أستمتع بالهواء النقي النظيف بعد أمطار الخير التي هطلت مؤخراً على مدينتي التي أعشقها...
خرجت من مكان عملي الكائن في الطلياني لأتجه نحو شارع الحمراء لقد مضى وقت طويل منذ أن مشيت وحدي و تأملت المحلات، البسطات، الباعة و الناس..
كم أحب امتزاج الناس بعضهم ببعض و كم أحب هذه الأصوات المنبعثة من كل شيءٍ حولي فمن ثرثرة المارات و المارين و ضحكاتهم مروراً بأصوات السيارات و أبواقها إلى الباعة و الذين يصرون على دعوتهم لك لتدخل إلى محلاتهم أو لتلقي بنظرة على محتوى بسطاتهم..
لقد ارتسمت على واجهات معظم المحلات كلمة تــنــزيــلات "أه لو كنت قد قبضت راتبي" فكرت بيني و بين نفسي ثم ابتسمت فلا مجال هذا الشهر لشراء أي قطعة جديدة حسب الخطة المالية لبيتنا و التي رسمتها أنا وزوجي كي نتفادى أي خلل و رغم أنها كانت (ما تخرش الميه) إلا أن الظروف فاجأتنا ببعض المصاريف الإضافية و التي حملت معها أموالنا و توقعاتنا بعيداً ...

وصلت إلى ساحة عرنوس حيث تجمع البعض على عربة الفول النابت حيث يقوم البائع العجوز بسكب صحون الفول و ملأ الكاسات بمرق الفول مع رشة من الملح و الكمون و عصرة ليمونة في حين تجمع البعض الآخر حول عربة بائع الذرة و الذي يقدمها مسلوقةً للبعض و مشوية للبعض الآخر بحثت بين العربات و ها أنا قد وجدت ضالتي فبين بسطة الكعك بزعتر و بائع البالونات وقف بائع التماري و كعك أمام دراجته البسيطة لأطلب منه أن يحضر لي واحدةً من أكلتي المفضلة و مع أول لقمة عادت بي الذاكرة إلى سنوات مضت عندما كنت طفلة صغيرة أنتظر بائع التماري من على شرفة بيت جدي في الجسر الأبيض لأنادي عليه ما إن يمر من تحت الشرفة ثم لأنزل إليه مسرعةً لأشتري بعضاًُ من التماري لأتناولها على (كسر الصفرة) مع أهل البيت قبل أن يذهب جدي إلى العيادة...
نعم لقد عدت إلى ذلك الوقت بالذات حيث كنت أرجو جدتي لتأخذني معها إلى سوق الجمعة (سوق الشيخ محي الدين) و أمام إلحاحي و رغبة أمي و خالاتي ببعض الوقت الهادئ الخالي من شقاوتي كانت تأخذني معها و هنا فكرت و لم لأ؟ سأذهب إلى سوق الجمعة... و بالفعل ذهبت...
السوق لا يزال تقريباً كما كان فالبسطات المنتشرة هنا و هناك و باعة الخضار، الفواكه، الأطعمة اللذيذة، الأدوات المنزلية البسيطة، الملابس و الاحذية على حالهم يرفعون أصواتهم ليشدوا المارة إليهم فمن: (ريانة يا بندورة، خاين يا طرخون) إلى( 5 بمية المحارم و أي شحاطة بمية و خمسين) و غيرها الكثير الكثير...
كم مررت من هذا المكان و كم مرةً اشترت لي جدتي أساور ملونة و خواتم صغيرة من هذه البسطة بالذات...
مررت من أمام باب الجامع و لم أستطع أن أقاوم رغبتي بالدخول إليه و الصلاة فيه.. كم مرةً كنت هنا مع جدتي لأسمع دعائها لأفراد أسرتنا بالصحة و التوفيق و النجاح و كم مرةً رأيتها تضع مبلغاً من المال في يد هذا و يد تلك...
كم أحبك يا مدينتي و كم أنا مشتاقة لأن أكون معك وحدي رغم أن ذكرياتي تأبى أن تفارقني لتحمل معها صور كل من أحب...
و هنا رن هاتفي الخلوي ليحمل لي صوت زوجي الذي استغرب خروجي من عملي باكراً و قال لي: (شو وينك انشغل بالي عليك؟؟) و أخبرته بمكاني فطلب مني ملاقاته أمام مدخل سوق الحمدية مازحاً: (خلينا نرجع أيام الخطبة) فلطالما قصدنا الشام القديمة لنمشي في حاراتها أيام خطوبتنا...
و كان له ما أراد و هكذا اجتمعنا أمام المدخل لنسير ممسكين بأيدي بعضاً على طول السوق و تحت سقفه و بين محلاته المختلفة لنصل إلى المسكية و من ثم إلى الساحة القريبة من مدخل الجامع الأموي و من ثم إلى القباقبية فالنوفرة فالحارات الضيقة التي تحمل في بيوتها و التي تكاد تتعانق مع بعضها عبق الكثير من القصص و الذكريات لأناس مروا عليها و يمرون عليها إلى يومنا هذا...
صوت أذان العشاء ينبعث من الجامع الأموي معلناً بدء الليل في مدينتي الجميلة مدينتي التي أحبها مدينتي التي أنا جزءٌ منها و هي جزءٌ مني...

و هكذا عدنا إنا و زوجي لنخرج من أمام بائع القطايف العصافيري و هنا بادرني السؤال: ( شو رأيك ناخد شوية قطايف و نروح لعند أهلك؟؟) فاتصلت بأمي لأعلمها بقدومنا و التي أخبرتني بأن جدتي و خالي و خالتي و أولادهم عندها في البيت و هكذا أخذنا القطايف و توجهنا لبيت أهلي...
في بيت أهلي كانت قصة أخرى فقد اجتمعنا كلنا و كان أبي و الذي سمع بقدومنا قد نزل مسرعاً ليشتري (عدة أكلة الفول و التسقية) و التي يحضرها على أصولها و بطريقة تجعلها أكلة لا تقاوم... وقفت مع أبي في المطبخ أراقبه و هو يعد الفول و التسقية بكل حب و يزين صحن المسبحة و صحن الفلافل و يرتب الصحون الصغيرة من الحواضر و المخللات..
أبي يرفض أن يتدخل أحد في إعداده للطعام لذا فقد اكتفيت بمراقبته من بعيد... كم أنت متعب يا أبي و كم كبرت ... لقد اختفى شعرك الأسود تماماً و بدأت يداك ترتجفان...و مع هذا فأنت لازلت تعطينا الكثير من محبتك و رعايتك، تعطينا من كل قلبك الطيب و مع ابتسامة من الرضى و السعادة...
ما أجمل جمعة العائلة و كم تشعرني بالدفء و الأمان و كم أعود طفلةً حين أكون بينهم... أصوات ضحكاتهم، مزاحهم مع بعضهم، قصصهم الممتعة و جمعتهم على سفرة واحدة...لقد كانت سهرةً جميلة.. و الآن هي ذكرى اخرى تضاف إلى أرشيف الذكريات السعيدة...
اليوم اكتشفت بأن أجمل الأوقات هو الوقت الذي أمضيه مع من أحب و في البلد الذي أحب....اليوم اكتشفت بأن لا طعم لحياتنا ما لم نكن مع من نحب بقلوبنا و عقولنا... فحتى حين نكون بمفردنا فإن أطياف من نحب تلاحقنا و ذكرياتنا معهم تأسرنا...
اليوم تعلمت بأن أستمتع بحياتي كما هي و أن أعيش يومي باستمتاع و بكل ما فيه فهو لن يعود إليّ بعد أن يرحل...

4 comments:

Mais said...

i had some tears in my eyes when i finished reading this article...i took me back to my city damascus and all it's beautiful streets...
although i've been there before a short time and just came back like 2 weeks ago..but reading this made me miss it sooooo much

thanks for the lovely post...i came across ur blog while reading others and i'm glad i did and read this article..it just made my evening

ziad said...

Oh .. i had the same feeling when i read this article, which i got it from another Syrian websiteto tell you a secret, it made me cry, also i was reciently in Syria like one month ago, but also i felt that i have to go there again, despite i'm not originally from Damascus, but i was born there and have a lot of nice memories, and each time i go there, i have to go to the old books places (البسطات) under the presidint bridge then HALBONI, then hit the road to Al-HAmedya, to have Bekdash ice cream, then to Al-Nawfara to have some tea with cinnamon and off course the Arkela, then i have to go to BAB TUMA to smell the mixture of the history and civilization ... Oh god .. i wanna go now .... i love you Syria .. I love you Damascus ...
thank you Oriental arabesque ...

Mais said...

you brought back some nice memories with ur comment Ziad

mafi atyaab min el akel bil sham..specially min el baya3een bil share3 and bastaat :) (shu vulgar tareeni..lol)

i love Damascus...it's a mixture of originality and civilization..i spend the best times in the old city, i love temshayeh in 7arat 2adeemeh..i love el byoot el 3arabi and sout ba7ret el maai...ya allah how amazing is our city
(i'm in a nostalgic mood today i guess)

thanks for reading me and welcoming me to ur blog :)

ziad said...

heeeey Oriental Arabesque, thanks must be for you ....
i relly appreciate your nice words, and soon, i'm thinking to make a post about Damascus ...
i visited your blog .. and gosh .. it is amazing ...
yalla .. take care and c u later

salam